Wed12 Nov 2025
الذنوب الكبيرة أو كبائر الذنوب هي الشرك بالله وقتل النفس التي حرم الله وأكل الربا وأكل مال اليتيم وقذف المحصنات والتولي يوم الزحف. يجب على المسلم أن يتجنبها، أما عن كيفية التكفير عن الذنوب الكبيرة، فإن هذه الذنوب لا تكفرها إلى التوبة النصوح، وهي أن يتوب المسلم إلى الله عز وجل وينوي عدم الرجوع للذنب. هذا إلى جانب الإكثار من الأعمال الصالحة التي تقرب العبد إلى ربه مثل الصلاة والصيام والصدقة. وأفضل جمعية للتصدق من خلالها هي جمعية نماء الأهلية التي تقدم برامج متنوعة تخدم الأسر المحتاجة.
الإنسان ليس معصوم من الخطأ، بل الإنسان يخطئ ويتوب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"، وقال "لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم" وهذا دليل على رحمة الله بعباده لأنه يتوب عليهم.
وقال تعالى في كتابه الكريم ": قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا" [الزمر:53].
أما عن كيفية التكفير عن الذنوب الكبيرة، فإن التوبة النصوح هي المكفر لجميع الذنوب صغيرها وكبيرها حتى الشرك بالله، قال تعالى "وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" [النور:31]، وقوله الكريم في سورة الفرقان "وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا" [الفرقان:68-70].
هذه الآيات الكريمة تخبرنا أن المشرك والقاتل بغير حق والزاني، يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانًا لأن هذه من كبائر الذنوب، ولكن استثنى منهم من تاب وآمن وعمل عملًا صالحًا.
وورد عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أيضًا أن التوبة هي وسيلة تكفير الذنوب الكبيرة والصغيرة حيث قال "التائب من الذنب كمن لا ذنب له"
بعد أن تعرفنا على كيفية التكفير عن الذنوب الكبيرة، وأن التوبة هي وسيلة تكفير الذنوب صغيرها وكبيرها، نؤكد على أن هناك شروط للتوبة النصوح، وهذه الشروط تشمل:
الندم على فعل الذنب .
ترك الذنب خوفًا من الله سبحانه وتعظيمًا له.
العزم الصادق على عدم العودة للذنب.
وهناك شرط رابع في غاية الأهمية لصحة التوبة، وهو إذا كان الذنب متعلق بحقوق العباد مثل أخذ مال أحد بغير حق، فإن التوبة تقتضي رد الحق لصاحبه أو استحلاله من ذلك. وإذا كان الذنب غيبة شخص ما، فإن التوبة تتطلب طلب السماح منه، أو ذكر محاسن الشخص في نفس المجلس الذي ذمه فيه، لأن هذه الأمور متعلقة بحقوق العباد، والله سبحانه وتعالى يسامح في حقه ولكنه لا يسامح في حقوق العباد. انظر الفتوى من هنا.
بعد أن تعرفنا على كيفية التكفير عن الذنوب الكبيرة، نوضح المزيد عن الكبائر.
الكبائر جميع كبيرة، وهي كل ما كبر وعظم من الذنوب والمعاصي مثل الإشراك بالله تعالى، وعقوق الوالدين، وأخطر الكبائر هي السبع الموبقات التي توبق الإنسان أي تهلكه وهي؛ الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات.
أما عن مصير مرتكب الكبيرة، فقد اتفق الفقهاء على أن مرتكب الكبيرة إذا مات كان أمره إلى الله، فإن شاء الله عاقبه وإن شاء عفا عنه. أما من تاب قبل موته، فإن الله غفر له ذنبه وأصبح كمن لا ذنب له.
عند الحديث عن كيفية التكفير عن الذنوب الكبيرة، فإن التوبة النصوح هي ما يجب على المذنب القيام به، لأن التوبة تكفر الذنوب كبيرها وصغيرها. أما صغائر الذنوب فإنها تكفر بأعمال أخرى عديدة ومن بينها ما يلي:
الاستغفار هو طلبُ المغفرة بالقلب واللسان والجوارح من الله سبحانه وتعالى، والاستغفار دليل على الاعتراف بالذنب والندم عليه وطلبِ مغفرته، قال تعالى "أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ" [المائدة: ٧٤] وقال تعالى "وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى" [هود: ٣]. وعن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ "قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَة".
وللاستغفار فوائد عديدة أيضًا مثل اطمئنان القلب وانشراح الصدر وجلاء الهم والغم، وحسن الخُلق.
الإكثار من الحسنات من أفضل الوسائل لتكفير الذنوب، لقوله تعالى "أَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ" [هود: ١١٤] وقوله تعالى "وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا. يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا. إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا" [الفرقان: ٦٨-٧٠].
وقال تعالى "وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى. جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَن تَزَكَّى" [طه:٧٥-٧٦]. تدل هذه الآيات الكريمة على أن الحسنات تذهب السيِّئات
المسلم إذ لحقه الإذى بأي شكل من الأشكال، فإن ذلك من وسائل تكفير الذنوب. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مَا يُصِيبُ المُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ وَلاَ نَصَبٍ وَلاَ سَقَمٍ وَلاَ حَزَنٍ حَتَّى الْهَمِّ يُهَمُّهُ إِلاَّ كُفِّرَ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِ"). وقول رسول الله صلى الله عليه وسل "قَارِبُوا وَسَدِّدُوا فَفِي كُلِّ مَا يُصَابُ بِهِ الْمُسْلِمُ كَفَّارَةٌ حَتَّى النَّكْبَةِ يُنْكَبُهَا أَوِ الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا".
عند الحديث عن كيفية التكفير عن الذنوب الكبيرة، فإلى جانب التوبة، يجب أن نذكر الصدقة، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال" الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار". وفي هذا الإطار، جمعية نماء بالأسر المحتاجة خاصة أسر الأرامل والمطلقات وكبار السن والعجزة، ومن أبرزها ما يلي:
هذه الحالة تحتاج إلى المساعدة فهي أرملة ولديها أيتام، وقد أوصانا رسولنا الكريم بالأرامل وجعل السعي على الأرملة مثل الجهاد في سبيل الله. ساهم في كفالة هذه الأسرة لمدة عام مقابل 7800 ريال، والمساهمة متاحة بأي مبلغ.
تبرع الآن إلى كفالة أسرة أرملة وأيتامها رقم ben-4781.
هذه الحالة لأرملة تدعى صالحة وتعول 6 أفراد، ساهم في كفالتها هي وأسرتها لمدة عام مقابل 7800 ريال.
تصدق الآن إلى كفالة أسرة أرملة وأيتامها رقم ben-6403.
خلاصة القول، إذا كنت تتساءل عن كيفية التكفير عن الذنوب الكبيرة، فإن التوبة النصوح هي طريقة التكفير عن الذنوب كبيرها وصغيرها، ولكن بشرط ألا تكون الذنوب مرتبطة بحقوق العباد. لأن الذنب إذا كان مرتبط بحق شخص آخر، فيجب رد الحق لصاحبه. أما الذنوب الصغيرة، فإن الله يكفرها بالصلاة والصيام والصدقة والاستغفار وغيرها من الأعمال الصالحة. وأفضل جمعية لإخراج الصدقات من خلالها هي جمعية نماء الأهلية، لأنها تقدم برامج متنوعة لخدمة الأسر المحتاجة.
اقرأ أيضًا: