Wed19 Nov 2025
كفالة اليتيم من أعظم القربات إلى الله سبحانه وتعالى، وكافل اليتيم في الجنة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكفالة اليتيم لها أشكال مختلفة أفضلها الكفالة التامة، ولكن المساهمة في كفالة يتيم جائزة ويثاب المسلم عليها المسلم أيضًا، لأنها تسد جزء من احتياجات الطفل مثل مسكن أو مأكل أو ملبس أو تعليم وجميعها أشياء أساسية يحتاج إليها اليتيم ليحصل على حياة كريمة ويشعر أنه مثل زملائه.
كفالة اليتيم الشاملة هي أفضل شكل لكفالة اليتيم وهي أن يضم الكافل اليتيم إلى بيته ليربيه مع أسرته وسط أبنائه حتى يكبر، ولكن الجميع لا يستطيع القيام بهذا الشكل من الكفالة. لذلك، يلجأوا إلى الكفالة المالية أو الجزئية، بمعنى التكفل ماديًا باليتيم لدفع جميع تكاليف حياته أو المساهمة في كفالة يتيم من خلال دفع تكلفة الكسوة فقط أو التعليم فقط، وغيرها من الاحتياجات. هذا الأمر جائز أيضًا ويثاب عليه الكافل بإذن الله.
يجب التنويه أيضًا أن المساهمة في كفالة يتيم قد تكون غير مالية من خلال متابعة اليتيم والإحسان إليه، والقيام على حاجاته، ليكن هناك أحد مهتم لأمره بعد أن فقد والده الذي هو سنده في الحياة. ولكن بالطبع المساهمة في كفالة يتيم ماديًا أمر عظيم ويثاب عليه المسلم.
كفالة اليتيم من أعظم أبواب الخير التي حث عليها الإسلام في القرآن والسنة النبوية، قال الله تعالى "يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ" سورة البقرة الآية 215 . وقال تعالى "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا" سورة النساء الآية 36 .
كما وردت أحاديث كثيرة عن فضل كفالة اليتيم والإحسان إليه، عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما" رواه البخاري، انظر الفتوى من هنا.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم "من ضم يتيماً بين مسلمين في طعامه وشرابه حتى يستغني عنه وجبت له الجنة" رواه أبو يعلى والطبراني وأحمد مختصراً بإسناد حسن.
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال "أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشكو قسوة قلبه ؟ قال: أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك ) رواه الطبراني.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وأحسبه قال: وكالقائم الذي لا يفتر وكالصائم لا يفطر" رواه البخاري ومسلم.
كفالة اليتيم تكون بضم اليتيم إلى كافله أي ضمه إلى أسرته، لينفق عليه، ويربيه ويأدبه حتى يبلغ، وهذه الكفالة أعلى درجات كفالة اليتيم، وهذه الكفالة كانت الغالبة في عصر الصحابة.
لكن كفالة اليتيم أيضاً تجوز بالإنفاق عليه مع عدم ضمه إلى الكافل كما هو حال الكثير من الناس الآن، حيث يقومون بكفالة يتيم ماديًا سواء من خلالهم مباشرة أو من خلال الجمعيات الخيرية الموثوقة مثل جمعية نماء الأهلية. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة" فيتضح من الآية أنه يمكن أيضًا أن يتبرع شخص لكفالة يتيم ويهب الثواب لشخص أخر، مما يدل على أن الكفالة المادية جائزة أيضًا لأنها تسد احتياجات اليتيم. وكلما طالت المدة صار الأجر أكثر، انظر الفتوى من هنا.
عند الحديث عن المساهمة في كفالة يتيم، يجب أن نتعرف على أشكال كفالة اليتيم، لنتعلم كيف يمكن المساهمة في هذا العمل العظيم. تشمل أنواع الكفالة ما يلي:
الكفالة الشاملة: هي أن يضم الكافل اليتيم إلى أسرته، ليتلقى الرعاية والحب والتربية كأحد أفراد الأسرة التي توفر له جميع احتياجاته الأساسية من مأكل ومشرب وملبس وتعليم ورعاية صحية. إلى جانب التوجيه والإرشاد.
الكفالة المالية: هي أن يتكفل الكافل بجميع التكاليف المادية الخاصة باليتيم وهذه الكفالة لها فضل عظيم أيضًا، ويمكن المساهمة في كفالة يتيم من خلال دفع جزء من مصاريفه.
الكفالة الجزئية: تعني المساهمة في كفالة يتيم بتحمل جنب من جوانب حياته، مثل التعليم أو الرعاية الصحية وغيرها من أساسيات الحياة.
كفالة اليتيم لا تعود على اليتيم أو الكافل فقط بالمنفعة، بل إنها تفيد المجتمع ككل، وتتمثل أهميتها فيما يلي:
الحد من ظاهرة التشرد: كفالة اليتيم توفر للطفل جميع احتياجاته الأساسية من مأكل ومسكن وملبس، مما يعني حمايته من خطر التشرد والضياع في الشوارع.
حماية الأطفال من الاستغلال: كفالة اليتيم تحمي اليتيم من الاستغلال.
تعزيز التكافل الاجتماعي: يشعر الطفل بالحب والأمان وأنه جزء من المجتمع.
القضاء على السلبيات: كفالة اليتيم تقضي على كثير من السلبيات مثل الكراهية والحقد والحسد.
تعزيز الترابط الاجتماعي: كفالة اليتيم تزرع روح التكافل والتضامن بين أفراد المجتمع.
غرس القيم الأخلاقية في النفوس: كفالة الأيتام تغرس قيم أخلاقية جميلة في النفوس مثل العطف والرحمة والشعور بالمسؤولية.
الحد من الجريمة: كفالة الأيتام توفر أجواء هادئة وآمنة لليتيم، وتجعله يحصل على جميع احتياجاته، وبالتالي الحد من الجريمة.
تنمية المجتمع: يساهم الأيتام الذين حصلوا على الرعاية في بناء مجتمع قوي ومتقدم.
تقدم الجمعية برامج متنوعة لخدمة الأطفال الأيتام والتي يمكنك المساهمة فيها، ومن بينها ما يلي:
شارك في توفير بطاقة تأمين طبي ليتيم لمدة عام كامل من أجل علاجه وتحسين حياته، فذلك من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه.
شارك الآن في التأمين الطبي للأيتام.
شارك في كفالة يتيم ليحصل على الدعم الذي يحتاج إليه، مقابل 4320 ريال سنوياً، يتم تقسيمها إلى 360 ريال شهرياً لمدة عام، وإمكانية المساهمة مفتوحة.
تبرع الآن إلى كفالة يتيم.
ساهم في توفير كسوة ليتيم لتدخل الفرح والسرور إلى قلب يتيم.
تبرع الآن إلى كسوة العام ليتيم.
ساهم مع في برنامج كفالة اليتيم الشاملة لمدة عام بتكلفة 4,320 ريال سنوياً تقسم إلى تحويلات شهرية قيمتها 360 ريال. بالإضافة إلى كسوة العام مقابل 300 ريال قسائم شرائية، وكسوة العيد 300 ريال قسائم شرائية، والحقيبة المدرسية بمستلزماتها مقابل 200 ريال، بإجمالي تكلفة الكفالة 5,120 ريال.
تبرع الآن إلى كفالة اليتيم الشاملة لمدة عام.
خلاصة القول، المساهمة في كفالة يتيم أمر مستحب لأنه يساعد في توفير احتياجات اليتيم مثل الكسوة والرعاية الصحية والطعام والتعليم وهذه احتياجات أساسية يجب أن يحصل عليها اليتيم، ليحصل على حياة كريمة. يمكنك المساهمة في كفالة يتيم من خلال جمعية نماء الأهلية التي تقدم برامج متنوعة لكفالة الأيتام.
قد يهمك أيضًا: