Sun29 May 2022
مشروع «فطرتي لمن يستحقها 1443» أحد مشاريع جمعية نماء الأهلية بمنطقة مكة المكرمة الموسمية تعمل عليه الجمعية لأكثر من 15 عام شهد العديد من التحولات والتغيرات ولكن بقي الهدف ثابت وهو إيصال زكوات الموكلين إلى المستفيدين بمحافظات وقرى وهجر منطقة مكة المكرمة، بالطريق التي تحفظ لهم كرامتهم وتغنيهم عن الحاجة، معنا اليوم سعادة مدير عام جمعية نماء الأهلية بمنطقة مكة المكرمة الأستاذ فيصل بن عبد الرحمن الحميد يحدثنا عن رحلة المشروع وأبرز النقاط التي ترتكز عليها الجمعية لتنفيذه. لماذا اخترتم مشروع زكاة؟ فطرتي لمن يستحقها .. هو مشروعٌ موسميٌ ضخم تنفذه جمعية نماء منذ أكثر من 15 عامًا، وتهدِفُ من خلاله لسد حاجة أسرها من الأرز لمدة عامٍ كامل ضمن جهودها لمساعدتهم والتخفيف من أعباءهم وتأهيلهم للخروج من دائرة الاحتياج إلى رحاب الكفاية وآفاق الإنتاج وفق رؤيتها الاستراتيجية لمعالجة الفقر من خلال برامج نوعية تشمل الغذاء والكساء والتأهيل والتدريب، ويسعى مشروع "فطرتي لمن يستحقها" لتحقيق الغرض من الزكاة وهو الإحسان إلى الفقراء وكفهم عن السؤال في أيام العيد ليشاركوا الأغنياء فرحهم وسرورهم به، ورسم البسمة على قلوب المحتاجين والفقراء واكتمال فرحتهم بالعيد بعد موسم الخير والعطاء شهر رمضان المبارك إنطلاقاً نحو تحقيق توجيه سيد الخلق رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم "أغنوهم في هذا اليوم"، حدثنا عن المشروع كيف بدأ وكيف أصبح؟ مشروع "فطرتي" الذي انطلق قبل أكثر من عقدٍ ونصف، ظل يتطور سنويًا ليصل إلى ما وصل إليه اليوم، لذلك فإن الجمعية تسعى من خلال هذا المشروع لإكفاء الأسر من حاجتها للأرز لمدة عام كامل، كما تسعى لخدمة الموكلين بإيصال زكواتهم إلى أسر مستحقة فعلاً، وكذلك تحقيق العدالة في توزيع الأرز على المستحقين. كما تسعى "نماء" لوضع حلول فورية للعديد من الظواهر السلبية التي تتزامن مع موسم إخراج زكاة الفطر كبيع الأرز على الناس في أكياس على الأرصفة مجهولة النوعية والمواصفات فضلا عن صلاحيتها للزكاة إلى غيرها من السلبيات ،كما أن الجمعية وبفضل الله تعالى ثم بتعاون المسؤولين ومحبي الخير والمتطوعين نجحت طيلة الأعوام الماضية في القضاء على العشوائية في توزيع زكاة الفطر وإخراجها في وقتها الشرعي، محققةً بذلك الشعار الذي ترفعه "حتى تصل إلى مستحقيها في وقتها الشرعي"، مؤكداً سعي "نماء" لتحقيق التميز في العمل الخيري وتحقيق الترابط الاجتماعي بين أفراد المجتمع والعمل على تحقيق التكافل وحفظ كرامة المحتاج والفقير. تمتلكون الصاع النبوي حدثنا عنه؟ نحرص في "نماء" لتقديم المشروع بأفضل الأساليب الاحترافية المتوافقة مع الأحكام الشرعية لهذه الشعيرة الدينية العظيمة ومن ذلك مقدار الفطرة المخرجة، فقد جرت العادة السنوية على أن تقوم إدارة المشروع بإجراء عملية الكيل بالصاع النبوي للتأكد بأن مقدار الفطرة متوافق مع المكيال المعتبر شرعاً، حيث تمتلك جمعية "نماء" مكيالاً يعود قياسه بسند متصل إلى الصحابي زيدُ بن ثابت رضي الله عنه والذي قاسه على المكيال النبوي. كيف كانت استعداداتكم للمشروع؟ وماهي أبرز التحديات التي تواجهكم وقت تنفيذه؟ تستنفر الجمعية لتنفيذ المشروع بشكل احترافي ومتميز، وتبدأ في الاستعدادات لتنفذ المشروع مبكراً لاسيما في ظل وجود تحديات في تنفيذ المشروع ومنها: فترة المشروع القصيرة، واستيعاب الإقبال الكبير للمزكين، والانتشار الواسع للأسر المحتاجة والفقيرة المستحقة لهذه الزكاة والتي يجب أن تتسلم الزكاة خلال فترة قصيرة جداً وبصورة حضارية، فمن المعلوم لدى الجميع أن تجهيزات مشروع فطرتي لهذا العام 1443هـ بدأت قبل أشهر من شهرِ رمضانَ المبارك، حيث عملت إدارة المشاريع في الجمعية على وضع مخطط عمليٍ لكل خطوة من خطوات المشروع، تلى ذلك طرح مناقصة عامة لتوريد الأرز حسب اشتراطات ضمنت المساواة بين الشركات المتقدمة مع الحرص على توفير الأرز ذو الجودة العالية، وبعد الإعلان عن طرح المناقصة استقبلت الجمعية عروضاً من عدة شركات وطنية فازت إحداها بالمشروع لاستيفائها جميع معايير الاختيار. كيف يتم إدارة المشروع؟ إن مشروع "فطرتي" يمر بعدد من المراحل تبدأ بالمرحلة الأولى وهي الاستعداد والتخطيط ثم مرحلة التجهيز والتهيئة ثم مرحلة التنفيذ قبل أن يصل المشروع إلى المرحلة الأخيرة وهي مرحلة إقفال المشروع. حيث أن المشروع يعمل على تنفيذه مجموعة من اللجان تؤدي مهام وأعمال تكاملية مثل: التسويق، التوريد والتوزيع، العلاقات العامة والإعلام، الخدمات المساندة، الشؤون الإدارية، التقنية، المالية وغيرها. هل استفدتم من المتطوعين خلال المشروع؟ مكنت الجمعية 264 متطوع للعمل في مشروع فطرتي لهذا العام 1443هـ تجاوز مجموع ساعاتهم التطوعية الـ 1108 ساعة، تضمّنت تدريبًا نظريًا وعمليًا، يشمل أهم المعلومات التي يحتاجها المتطوع أثناء عمله، وطرق التواصل الفعال ومهارات التواصل مع العملاء. وقد استقبلت "نماء" العديد من طلبات الالتحاق من الشباب السعودي للتطوع في مشروع زكاة الفطر ليتم الاختيار بينهم عبر مفاضلة إلكترونية من خلال برنامج حاسوبي حيث تم فرز الطلبات واختيار المؤهلين لشغل الأعمال الميدانية المختلفة، أن هؤلاء الشبان الذين تم اختيارهم انخرطوا في برنامج تدريبي في إطار اهتمام "نماء" بالارتقاء بمستوى كفاءة العاملين وتحقيق الاحترافية في التعامل، كما أن البرنامج التدريبي اشتمل على ثلاثة جوانب، هي: التعريف بالمشروع وآلياته، وآليات خدمة العملاء والتعامل مع الجمهور. ماهي أليات التوكيل المعتمدة لدى الجمعية أتاحت نماء للموكلين أكثر من 26 منفذًا من خلال مكاتبها التعريفية في جدة ومكة والطائف، بالإضافة إلى متجرها الإلكتروني " namaa.sa " حيث يستطيع الموكل دفع قيمة زكاته والتي تبلغ "20 ريالاً" للفرد بواسطة الفيزا والماستركارد أو خدمة apple pay، بالإضافة إلى ذلك أتاحت التوكيل من خلال التحويل البنكي إلى حسابات الجمعية في البنوك السعودية. ما هو دور التقنية في مشروع زكاة الفطر؟ كل مراحل هذا المشروع الكبير من بدايته وحتى نهايته يُعالجُ من خلال برنامج فطرتي التقني الذي تم تصميمه وتطويره داخل أروقة نماء ليستقبل كافة طلبات التوكيل في جميع المنافذ الميدانية والالكترونية، ليتم بعد ذلك توزيع الفِطر لمستحقيها لحظة بلحظة تحت أعين إدارة المشروع، هذه الجهود ما كانت إلا بتوفيق الله سبحانه وتعالى ثم بجهود حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين – حفظهم الله - متمثلة في وزارة الموارد البشرية و التنمية الاجتماعية، و منصة إحسان وغيرهم من الشركاء من الجمعيات الخيرية بمنطقة مكة المكرمة وإن كان من شكر هنا فلكم أنتم خالص الامتنان يا من وَثقتُم بنماء وساهمتم في نجاحها ودعمتم مسيرتها.