Tue17 Jun 2025
رمي الجمرات واجب من واجبات الحج وفيها يرمي الحجاج ثلاث جمرات في منى وهم الجمرة الصغرى، ثم الوسطى، ثم الكبرى. في هذا المقال نتحدث عن توكيل رمي الجمرات في الحج لأن هذا الأمر فيه تفصيل. يجوز التوكيل برمي الجمرات لغير القادر مثل المرضى وكبار السن الغير قادرين على الذهاب لرمي الجمرات، أما التوكيل بدون عذر أو لعذر هين مثل الزحام وغيره فإنه غير جائز.
رمي الجمرات شعيرة من شعائر الحج يجب أن يؤديها كل حاج عن نفسه، وتوكيل رمي الجمرات في الحج يكون في حالة عدم القدرة على ذلك مثل الشيخ الكبير والمريض والمرأة العجوز أو المرأة التي عندها أطفال لبس عندهم من يحفظهم. يمكن أن يوكل الشخص أحد أقاربه أو معارفه أو غيرهم. انظر الفتوى من هنا.
الواجب على الحاج أن يرمي الجمرات بنفسه، والمرأة كذلك يجب أن ترمي بنفسها طالما هناك قدرة لذلك. لذا من وكل برمي الجمرات مع القدرة فإن الأحوط له الفدية وهي ذبح شاة نتيجة ترك الرمي الذي هو من واجبات الحج؛ لأن الوكالة بدون وجه شرعي حكمها حكم الترك. انظر الفتوى من هنا.
بعد أن تعرفنا على توكيل رمي الجمرات في الحج، نوضح الحكمة من رمي الجمرات. قد ذكر جمع من أهل العلم أن الحكمة من رمي الجمرات هي إهانة الشيطان وإذلاله وإرغامه وإظهار مخالفته؛ لأنه اعترض سيدنا إبراهيم عندما أراد ذبح ابنه إسماعيل تنفيذًا لرؤياه. لكن من المقرر عند أئمة العلم أن الحكمة تثبت بدليل واضح من كتاب أو سنة، وإن لم تثبت فإن المؤمن يتقبل شرع الله حتى ولو لم يعلم الحكمة من ذلك. انظر الفتوى من هنا.
ترمى جمرة العقبة الكبرى يوم العيد وهي الجمرة التي تلي مكة، وإن رميت في النصف الأخير من ليلة النحر كفى ذلك. لكن الأفضل أن ترمى في الضحى ويستمر رميها إلى غروب الشمس، وإن فاته الرمي ترمى بعد غروب الشمس ليلًا عن يوم العيد. يوصى بالتكبير مع كل حصاة. أما في أيام التشريق فإن رمي الجمرات يكون بعد زوال الشمس وكل جمرة سبع حصيات مع التكبير مع كل حصاة.
أطلق على الجمرة الكبرى إسم جمرة العقبة لأنها كانت في أصل جبل ويطلق على الممر الضيق الوعر في الجبل إسم عقبة، لذلك أطلق على الجمرة الكبرى إسم عقبة نسبة لمكانها. قديمُا كان الحجاج يصعدون على الجبل ويرمونها أسفل الجبل، ولكن أزيل الجبل الملاصق لها حاليًا.
جمرة العقبة مختلفة عن باقي الجمرات. إليك مزيد من المعلومات عن الفروق بينهم:
يوم العيد مخصص فقط لرمي الجمرة الكبرى أو جمرة العقبة والجمرة بسبع حصاة، أما الجمرات الثلاث التي ترمى في أيام التشريق، فإن كل يوم يتم فيه رمي الجمرة الصغرى والوسطى والكبرى وكل جمرة تكون بسبع حصاة أي أن الحاج يرمي في اليوم الواحد 21 حصاة.
هناك فرق آخر بين جمرة العقبة وباقي الجمرات وهو توقيت الرمي، حيث يبدأ توقيت رمي جمرة العقبة يوم العيد مع وصول الحجاج لمنى بعد مبيتهم في مزدلفة ليلة العيد، أي أن الضعفاء والمرضى وكبار السن يمكنهم الرمي بعد منتصف الليل من ليلة النحر، والباقين يرمون بعد طلوع الفجر وحتى فجر ليلة اليوم الحادي عشر. أما جمرات أيام التشريق فإن رميها يبدأ من زوال الشمس من كل يوم من الأيام الثلاثة وحتى وقت دخول صلاة الظهر، ويفضل الرمي قبل غروب الشمس لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "خذوا عني مناسككم".
رمي الجمرات تتطلب بعض الشروط وهي:
أن يكون المرمى به حجرًا: يشترط في الرمي أن يكون حجر أو حصى وهي الحجارة الصغيرة، ولا يصح الرمي بالمعادن أو التراب أو الطين وغيره من الأشياء.الدليل على ذلك هو أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال "خذوا عني مناسككم" وعن جابرٍ رضي الله عنه في وصفه لرمي النبي قال "فرمَاها بسَبْعِ حَصَياتٍ- يُكَبِّرُ مع كلِّ حصاةٍ منها- مثلَ حَصَى الخَذْفِ" وعن الفضل بن العباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "في غَداةِ جَمْعٍ- يعني يومَ النَّحرِ- عليكم بحَصْى الخَذْفِ الذي يُرمَى به الجَمْرة".
العدد المخصوص: يشترط في رمي الجمرات أن تكون بالعدد المخصوص وعدد الحصيات لكل جمرة سبعة باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة. استدلوا بذلك من السنة النبوية. عن بن عمر رضي الله عنهما أن النبي كان يفعل هكذا "أنَّه كان يرمي الجَمْرةَ الدُّنْيا بسَبْعِ حَصَياتٍ، يُكَبِّرُ على إِثْرِ كلِّ حصاةٍ، ثم يتقَدَّمُ حتى يُسْهِلَ، فيقومَ مُسْتَقبِلَ القبلةِ، فيقومُ طويلًا، ويدعو ويَرْفَعُ يديه، ثم يَرْمي الوُسْطى، ثم يأخذُ ذاتَ الشِّمالِ فيَسْتَهِلُ، ويقومُ مستقبِلَ القبلةِ، فيقومُ طويلًا، ويدعو ويرفَعُ يديه، ويقومُ طويلًا، ثم يرمي جَمْرةَ ذاتِ العَقَبةِ مِن بَطْنِ الوادي، ولا يقِفُ عندها، ثم ينصَرِفُ، فيقول: هكذا رأيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يفعَلُه".
رمي الجمرات متفرقة: يشترط أن ترمى الجمرات بالحصيات السبع متفرقة واحدة تلو الأخرى، وأن الحاج إذا رمى حصاتين معًا أو السبعة معًا فإنها مثل حصاة واحدة.
وقوع الحصى داخل الحوض: يشترط أيضًا أن يقع الحصى داخل الحوض والدليل من السنة النبوية لأن الرسول صلى الله عليه وسلم رمى إلى المرمى، ويجب أن نتبع سنته.
قصد الرمي والمرمى: يجب أن يتم الرمي مع النية وفي المكان الصحيح، فمثلُا إذا ضرب شخص يد الرامي بالخطأ وطارت الحصاة فإن الرمي لم يصح ويجب إعادة رمي الحصاة مرة أخرى. لأن الرسول قال "إنما الأعمال بالنيات".
رمي الحصاة بدون أن توضع: يجب أن يتم رمي الحصاة رميًا وعدم الاكتفاء بوضعها.
ترتيب الجمرات: إذا قمت بتوكيل رمي الجمرات في الحج فيشترط أن ترمى عنك الجمار بالترتيب وهي الجمرة الصغرى التي تلي مسجد الخيف ثم الوسطى ثم جمرة العقبة.
الرمي في زمن الرمي: عند توكيل توكيل رمي الجمرات في الحج، يجب أن ينتبه الموكل إلى ضرورة الرمي في زمن الرمي.
إذا قمت بتوكيل رمي الجمرات في الحج وأنت قادر على الرمي، فإنه من الأحوط أن تقوم بالفدية وهي ذبح شاة لأنك تركت واجب من واجبات الحج. يمكنك الاشتراك في برنامج:
يمكنك توكيل جمعية نماء لذبح ذبيحة مقابل 1000 ريال وتوزيعها على الأسر المحتاجة.
شارك الآن في برنامج صدقات اللحوم.
خلاصة القول، رمي الجمرات واجب من واجبات الحج ويجب على القادر أن يقوم به, ولا يجوز له أن يوكل غيره طالما أنه مستطيع للرمي. أما عن توكيل رمي الجمرات في الحج لغير القادر مثل الشيخ الكبير والمريض والمرأة التي تخاف على أطفالها، فإن لهم أن يوكلوا شخص آخر لرمي الجمرات.
قد يهمك أيضًا: