Wed19 Nov 2025
الكفارة أعمال فرضها الله للتكفير عن ذنب معين أو لإكمال نقص في عبادة ما، وتشمل الكفارة أعمالاً مثل الصيام، والإطعام، وعتق الرقاب، ويختلف نوعها ومقدارها على حسب نوع الكفارة. تعرف أكثر على أنواع الكفارات في الإسلام من أجل أدائها بالشكل السليم لأنها حق من حقوق الله. تشمل الكفارات؛ كفارة اليمين وكفارة الصيام، وكفارة النذر وكفارة الحلق وكفارة الجماع في نهار رمضان، وكفارة القتل، وكفارة الظهار.
هناك أنواع مختلفة للكفارات في الإسلام على حسب نوع الذنب أو التقصير في العبادة، وتشمل الكفارات كفارة الصيام، كفارة اليمين، كفارة النذر، كفارة القتل، كفارة الظهار، كفارة الإفطار في رمضان، وكفارة الحلق في الحج.
والكفارات وردت بشكل صريح في القرآن الكريم والسنة النبوية، للتأكيد على أهميتها ولتوضيح تفاصيلها للمسلم. ومن الأمثلة على ذلك قول الله تعالى " وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ فَتَحْرِيرُ رَقَبَة فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا" المجادلة: 3-4.
تتمثل أهمية الكفارات في الإسلام في أنها تكفر ذنوب المسلم وتكمل النقص في العبادات، والهدف منها التوبة على العباد لأنه الله غفور رحيم. والكفارة تتطلب أعمالًا محددة على حسب نوع الكفارة. على سبيل المثال، الكفارة قد تكون صيام أو إطعام او عتق رقبة. كما أن مقدار الكفارة يختلف من نوع لأخر، مثل كفارة اليمين الإطعام فيها يكون لعشرة مساكين أم كفارة الظهار والجماع في رمضان يكون الإطعام فيها لستين مسكينًا. لذلك، يجب أن يكون المسلم على دراية بأنواع الكفارات في الإسلام.
خلال حديثنا عن أنواع الكفارات في الإسلام، يجب أن نتعرف على الفرق بين الكفارة والفدية. لأن البعض يختلط بينهما لأنهما قد تبدوان متشابهتين إلا أنهما في الحقيقة مختلفتين.
الكفارة تفرض بسبب ذنب معين قام به الشخص مثل الإفطار في رمضان بدون عذر شرعي، أما الفدية فإنها تكمل النقص في العبادات ولكن هذا النقص خارج عن إرادة الشخص. على سبيل المثال، من يفطر في رمضان لأنه مريض ولكنه لا يستطيع القضاء لأن مرضه لا يرجى الشفاء منه، فهنا تجب عليه الفدية.
أنواع الكفارات في الإسلام
هناك أنواع عديدة للكفارات وهي:
كفارة القتل الخطأ
الواجب في كفارة القتل بدون قصد هي عتق رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله، ومن لم يجد فعليه صيام شهرين متتابعين. وورد ذكر كفارة القتل في القرآن الكريم في الآية الكريمة "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا". سورة النساء الآية 92، انظر الفتوى من هنا.
كفارة الظهار
الظهار هو أن يقول الرجل تحرم عليه زوجته كحرمة أمه أو أخته، وعليه التوبة إلى الله والكفارة، لأن الظهار منكر من القول وزور. والكفارة عتق عبد أو أمة مؤمنة، وإن لم يستطع صام شهرين متتابعين، فإن عجز أطعم ستين مسكينًا ثلاثين صاعًا، والصاع أربعة حفنات باليدين الممتلئتين المتوسطتين، هذا صاع النبي صلى الله عليه وسلم. أي أن عليه ثلاثون صاعًا بصاع النبي وتقسم بين ستين مسكينًا، كل مسكين له نصف الصاع، ومقدار ذلك كيلو ونصف تقريبًا، ويجب إخراج الكفارة قبل أن يتماسا. انظر الفتوى من هنا.
ووردت كفارة الظهار في القرآن الكريم في قوله تعالى "وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ". سورة المجادلة الآية 3و4.
كفارة الصيام
إذا افطر المسلم بغير عذر عن طريق تناول الطعام والشراب، فإنه يجب عليه التوبة إلى الله وقضاء الأيام وليس عليه كفارة. أما إذا أخر المسلم قضاء أيام عليه حتى أتى رمضان آخر، ففي هذه الحالة يجب عليه القضاء والكفارة وهي إطعام مسكين عن كل يوم أفطره. ومقدار الإطعام للمسكين هو نصف صاع من التمر أو غيره من قوت البلد، ويجب التوبة إلى الله والندم والإسراع في القضاء.
لكن هذا إن كان الإفطار بالطعام والشراب وليس بالجماع، لأن كفارة الجماع في نهار رمضان لها شكل آخر. انظر الفتوى من هنا.
كفارة الجماع في نهار رمضان
الجماع في نهار رمضان ذنب عظيم يتطلب التوبة إلى الله عز وجل وإخراج الكفارة وهي عتق رقبة مؤمنة، فإن عجز صيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع يطعم ستين مسكينًا. انظر الفتوى من هنا.
وورد ذكر كفارة الجماع في نهار رمضان في السنة النبوية، عن عائشة رضي الله عنها تقول "إن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنه احترق. قال : " مالك ؟ " قال أصبت أهلي في رمضان. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بمكتل يدعى العرق قال: " أين المحترق " قال : أنا. قال: " تصدق بهذا ".
وعن أبي عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة قال "أفطر رجل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بعتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكيناً على قدر ما يستطيع من ذلك". وذهب الجمهور إلى أن الكفارة على الترتيب فلا يعدل إلى الصيام إلا من لم يجد الرقبة ولا إلى الإطعام إلا من لم يستطعهما.
كفارة اليمين
كفارة اليمين وردت في القرآن الكريم في قوله تعالى "لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ ۖ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ۚ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ ۚ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" [المائدة:89]. ومقدار الإطعام للمسكين نصف الصاع من تمر أو أرز وغيره من قوت البلد. هذه كفارة اليمين أي من حلف على شئ وحنث بيمينه، والأولى أن تكون الكفارة على الترتيب. انظر الفتوى من هنا.
كفارة النذر
النذر نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم وقال "لا تنذروا فإن النذر لا يرد من قدر الله شيئًا، وإنما يستخرج به من البخيل" ولكن من نذر طاعة؛ وجب عليه الوفاء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم "من نذر أن يطيع الله؛ فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله؛ فلا يعصه". كما أن الله أوصى بالوفاء بالنذر في قوله تعالى"يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا" [الإنسان:7].
ومن نذر ولم يستطع الوفاء بنذره، فإن عليه الكفارة مثل كفارة اليمين وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة أو صيام ثلاثة أيام متتابعة. انظر الفتوى من هنا.
كفارة الحلق
كفارة الحلق أو فدية الحلق، هي الكفارة التي تلزم المسلم إذا اضطر إلى حلق رأسه وهو محرم. عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة رضي الله عنه "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به زمن الحديبية فقال: قد آذاك هوام رأسك -يعني: القمل الذي في رأسك هل آذاك يا كعب بن عجرة؟ - قال: نعم يا رسول الله! فقال النبي عليه الصلاة والسلام: احلق ثم اذبح شاة نسكاً".
تهتم الجمعية بالكفارات حيث تخصص لها برامج ومنها ما يلي:
قال تعالى : (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ ۖ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ۚ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ ۚ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) هذه هي كفارة اليمين، ويمكنك توكيلنا بإطعام 10 مساكين بقيمة 150 ريال نيابة عنك.
يجب أن يوفي المسلم بنذره، وإلا عليه كفارة وكفارة النذر مثل كفارة اليمين. يمكنك توكيلنا لإطعام عشرة مساكين مقابل 150 ريال.
خلاصة القول، أنواع الكفارات في الإسلام تشمل كفارة اليمين والنذر والظهار والقتل الخطأ والجماع في نهار رمضان، ويجب أداء الكفارات لأنها فرض من الله سبحانه وتعالى. يمكن إخراج الكفارة من خلال جمعية نماء الأهلية.
اقرأ أيضًا: